العرب وتحديات القرن
إن العرب أمه واحدة لها ماض عريق وتاريخ مجيد مهما تفرق أبناؤها يجمعهم يوم الجهاد صيفاً واحداً متماسكاً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً في وجه الطغاة المستبدين لقول الشاعر محمود حسن إسماعيل
أيها السائل عن رايـــاتنا
لم تزل خفاقة في الشهب
تشعل الماضي وتسقى ناره
عزة الشرق وبأس العرب
سيران الدهر نمضي خلفها
وحدة مشبـوبة باللـهب
أمما شتى ولـكـن لـلعلا
جمعتنا أنــه يوم النداء
فالعرب هم نسل الأنبياء الكرام تجمعهم روابط إنسانية وعادات وتقاليد أصيلة ولغتهم واحدة هي لغة القرآن الكريم ، وأمراضهم وأحزانهم واحدة على مر التاريخ ولكن عندما حل التقدم التكنولوجي وانتشرت المدنية أصبح العالم في سباق دائم نحو الإنفراد بالهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية حتى ولو على حساب الدول الأخرى ولذلك تواجه أمتنا العربية وهي تخطو وتعبر بوابة القرن الحادي والعشرين كثيراً من المشكلات والتحديات الخطيرة التي تتمثل في الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية وإستخدامها كل ألوان الأسلحة الفتاكة المدمرة لإبادة الشعب الفلسطيني الأعزل والشعب العراقي الأصيل والعمل على إسكات إنتفاضة الأقصى ، وتهديد القدس ونزع هويتها العربية وتشريد الأطفال وقتل الشباب وترميل النساء وهدم المنازل فوق أصحابها دون مراعاة للشعور والضمير الإنساني وإحترام الأديان الأخرى والعمل على تدمير حضارة بغداد التي هي من أروع حضارات شعوب العالم فبغداد هي درة الإسلام وكعبة العلماء فيها نفائس الكتب وعلماء أجلاء أثروا الحضارة الإنسانية وساهموا في نشر العلم والثقافة .
لا شك إن ما قامت به إسرائيل وأمريكا في زرع الحقد والعداوة لهما من الشعوب العربية والإسلامية لتحد كبير ووضيع فماذا جنت العراق كدولة أن تنتهك حقوقها وتغتصب أراضيها وثرواتها بالقوة وينكل بشعبها وتهان كرامته إزاء الصمت العربي والتحالف الأمريكي مع الدول المناهضة الأحزاب .
حقاً حقاً إن ما نراه على أرض العراق ولبنان وفلسطين لعمل يندى له الجبين وتقشعر منه الجلود ويشيب من هولها الولدان .
ومن الجدير بالذكر أن من تحديات القرن الحادي والعشرين تحقيق التنمية الشاملة وتطوير التعليم والتوسع في بناء المدارس والقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية وتطوير المناهج وتبسيط المعلومات وما يتناسب مع عقول التلاميذ وتحسين أوضاع المعلمين المادية والمعنوية لأن المعلم هو أساس العملية التعليمية ويأتي ذلك من أولويات الرئيس مبارك الذي يحرص على وضع كادر خاص للمعلم يضمن له حياة آمنة مستقرة هادئة حتى يؤدي دوره كاملاً داخل الحقل التعليمي وحتى يجد أبناء الأغنياء والفقراء الفرص متاحة لهم جميعاً وتخفف معاناة الفقراء الذي لا يجدون ما يساعد أبناءهم على التعليم . ومن التحديات التي تواجه الأمة العربية هي تقلص المساحة الزراعية بشكل مثير للقلق مما ينتج عنه نقص شديد في الغذاء بسبب الزيادة السكانية وكذلك نقص شديد في المياه العذبة وكذلك ستشهد الدول العربية حروباً شرسة في المستقبل وستكون نقطة المياه أغلى من البترول .
ولذلك تسعى مصر لمواجهة خطر الزيادة السكانية بالتوعية والحد من الزيادة وخفض نسب المواليد وحماية الأراضي الزراعية من التجريف والزحف العمراني ببناء القرى والمدن على الأراضي الصحراوية مثل برج العرب والسادات والعامرية والعبور والعاشر من رمضان وغيرها .
مما لا شك فيه أن العرب في حاجة ماسة إلى التماسك والترابط ووحدة الصف العربي عملاً بقوله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً )) .
ويجب أن يتحدوا لإقامة سوق عربية مشتركة لتحقيق التكامل الإقتصادي والإجتماعي والثقافي حتى تكون الفائدة على شعوب المنطقة العربية عظيمة وكبيرة .