من الأمثال و الحكم
" الأمثـال "
س1 : ما المثل ؟
جـ1 : المثل : عبارة موجزة مختصرة مأثورة وردت في حادثة ما - حقيقية أو خيالية - ، وانتشرت على ألسنة البشر ، فأصبح يضرب في كل حالة مشابهة للحالة التي قيل فيها ، ولكل مثل مورد ومضرب .
س2: لكل مثل مورد ومضرب . فما المورد ؟ وما المضرب ؟
جـ2: المقصود بمورد المثل :
المناسبة التي قيل فيها المثل في البداية (أي أول مرة).
- المقصود بمضرب المثل :
وهو الحالة الجديدة التي تشبه تلك المناسبة التي قيل فيها المثل في أول مرة ، و يجب أن يقال المثل بلفظه ؛ فالأمثال لا تُغيّر..
1 - " كأنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ "
ô مورد هذا المثل :
صيد الطيور رياضة معروفة ومحببة عند العرب، وتحتاج إلى الاختفاء والسكون والصمت التام، ولذا فإن الصيادين يختبئون تحت الأشجار ساكتين ساكنين ؛ لأن الطيور فوق رءوسهم على الشجر، ولو أحست صوتا أو شعرت بحركة فزعت وطارت ، فأطلق هذا المثل (كأن على رءوسهم الطير) تعبير عن السكون والسكوت .
ô مضرب المثل :
- يُضرب هذا المثل : لحالة جماعة من الناس وهم في صمت وسكون كأنهم صائدو الطيور الذين تتطلب مهمتهم الهدوء والسكون ؛ حتى لا تشعر بهم الطيور .
- وقيل أنه ضُرب في صفة مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إذا تكلَّمَ أطْرَقَ جُلَسَاؤُه كأنما على رؤوسهم الطير" يريد أنهم يسكنون ولا يتكلمون، والطير لا تسقط إلا على ساكن .
س1 : في هذا المثل دلالة على البيئة. وضح ذلك.
جـ : دلالة هذا المثل على البيئة :
1- تعدد أنواع الطيور في الصحراء.
2- مهارة العرب في صيد الطيور بحيل مختلفة.
2 - " رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْن "
ôاللغويات :
الخف: هو ما يلبس بالرجل ( الحذاء ) ج " أخْفَافِ - خِفَاف " .
ô مورد المثل :
أصلُه أن حُنَيناً كان إسكافا (صانع أحذية) من أهل الحِيرة، فساومه أعرابي على ثمن خُفَّين مساومة أغضبته بشدة ، لأنه لم يشترِ الخفين منه، فأراد أن يغيظ الأعرابي، فلما رحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه (فردة) وألقاها في طريق عودة الأعرابي ، ثم ألقى (الفردة) الثانية بعد الأولى بمسافة ، واختبأ بحيث لا يراه الأعرابي . فلما مرَّ الأعرابي بالفردة الأولى وقف أمامها و قال: ما أشبه هذا الْخفَّ بخف " حنين " ولو كانت الفردتان موجودتين لأخذتهما ، ومضى في طريقه فلما رأى الفردة الثانية من الخف نَدِمَ على تركه الأولى، فعقل (ربط) ناقته ورجع مسرعاً ؛ ليحضر الفردة الأولى ، فانتهز حنين الفرصة فأخذ الناقة وما عليها وفر بها هارباً ، فلما عاد الأعرابي ولم يجد ناقته رجع إلى قومه خائباً وليس معه إلا الخُفَّان ، فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال: جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين فصار قوله مثلاً.
ô مضرب المثل :
يضرب هذا المثل في الرجوع بالخيبة والفشل .
س : في هذا المثل دلالة على البيئة. وضح ذلك.
جـ : دلالة هذا المثل على البيئة :
1 - كثرة المساومات في البيع والشراء.
2- اشتغال بعض العرب بصناعة الأحذية وإصلاحها.
3- جشع بعض التجار واستغلالهم سذاجة العوام و البسطاء.
3 - " جَزَاهُ جَزَاءَ سِنِمَّارٍ "
ô اللغويات : جزاه : كافأه × عاقبه .
ô مورد المثل :
سِنِمَّارٍ مهندس رومي بنى قصراً عظيماً لا مثيل له للملك النعمان بين المنذر ملك الحيرة ، فلما فرغ من بنائه اصطحبه الملك إلى أعلاه ؛ لينظر عظمة البناء ثم دفعه على الأرض فسقط ميتا ؛ حتى لا يبني قصرا مثله لأحد.
ô مضرب المثل :
للشخص الذي يُحسن ويخلص في عمله، ثم يُكافأ بالإساءة والشر .
س1 : ما الصورة البلاغية في هذا المثل؟ وما سر جمالها؟
جـ : الصورة : تشبيه بليغ، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها.
س2 : علام يدل هذا المثل من ملامح بيئته ؟
جـ : ملامح البيئة التي يدل عليها هذا المثل:
1- رغبة بعض الملوك في التشبه بالعجم في بناء القصور.
2- الاستعانة بأهل الخبرة في البناء كالمهندسين لتنفيذ المطلوب.
3- براعة الروم في فن البناء والتشييد .
4- أنانية بعض الملوك - كالنعمان - ورغبتهم في الانفراد بالجمال.
5- ظلم النعمان، ومقابلته الإحسان بالإساءة.
ôقال الشاعر العربي القديم :
جزاني جزاه الـلـه شر جـزائه جزاءَ سـنمار ومـا كـان ذا ذنـبِ
بنى ذلك البنـيان عـشـرين حِـجّة تعالى عليه بالقراميد والـسكـبِ
فلما انتهى البنيان يوم تمـامه وصار كمثل الطود والباذخ الصـــعبِ
رمى بسنمـار عـلـى أم رأسـه وذاك لعمر الله من أعظم الخــطـبِ
[حِـجّة : عام - القراميد : م القرميد ، وهو كل ما طلي به للزينة ، أو حجارة يُغطى بها البناء ]
4 - " خُذْ الرَّفِيقَ قَبْلَ الطَّرِيق "
ô مورد هذا المثل :
أن شابا أراد السفر إلى مكان بعيد فسأله أبوه عمن سيرافقه في سفره، فقال : لا أحد معي، فقال له أبوه : (خذ الرفيق قبل الطريق) فصار هذا القول مثلا يضرب لمن يريد السفر دون الاستعانة برفيق يصحبه ؛ ليكون عوناً له وسنداً .
ô مضرب المثل :
يهدف هذا المثل لحسن اختيار الأصدقاء، وخصوصا حين السفر؛ فهذا دليل ذكاء وبعد نظر ، فهو العون و السند لصاحبه.
5 - " إِنَّكَ لا تَجْنِي مِنَ الشَّوْكِ العِنَبَ "
أي أنك لا تجد من أهل الشر أي فعل جميل ..
ô مضرب المثل :
ôيضرب هذا المثل لمن يحاول إصلاح شخص خسيس الأصل ، سيئ التربية .
ôأو لمن يرجو المعروف من غير أهله .
ôأو لمن يفعل الشر وينتظر من ورائه الخير .
س 1: هل يجوز ضرب أي مثل في أي موقف ؟ وضح ما تقول.
جـ : لا يجوز ضرب أي مثل في أي موقف، بل يضرب المثل في موقف يشبه الحالة التي ورد فيها أول مرة، مع المحافظة على لفظه وضبطه .
س 2 : ما السر في انتشار الأمثال في البيئة الجاهلية ؟
جـ : السر في انتشار الأمثال في البيئة الجاهلية :
1 - انتشار الأمية، وحاجة الناس إلى تجارب صافية في جمل قصيرة صادقة المعنى يتقبلها معظم الناس .
2 - ارتباط المثل بحادثة او بحكاية ساعد على انتشاره .
3 - كما أن الأمثال تتميز بقلة الألفاظ ، وكثرة المعاني ، وجمال العبارة و التشبيه مما ساعد على حفظها وانتشارها على الألسنة
4 - كما أن الأمثال تعبير صادق عن البيئة ، ومرآة لما يحدث فيها من أحداث .
س 3: ما أهم سماتها الأسلوبية؟
جـ 3 : أهم السمات الأسلوبية للأمثال (خصائصها الفنية) ما يلي :
(1) إيجاز الألفاظ.
(2) دقة التصوير وروعته.
(3) قوة العبارات.
(4) سلامة الأفكار والمعاني.
س4 : لماذا تعد الأمثال أصوات الشعوب؟
جـ4 : بالفعل الأمثال صوت الشعب ؛ لأنها :
1 - مرتبطة بالبيئة وما فيها من حرب ، وصلح ومفاوضات .
2 - تعبر عن صفات العرب وأخلاقهم وعاداتهم دون تكلف .
3 - وترتبط بحياتهم و أحداثها وتعبر عن طرق تفكيرهم ودقة ملاحظاتهم ، ولهذا تتنوع الأمثال من أمة إلى أخرى تبعاً لاختلاف البيئة و الثقافة و العصر .
س6 : للأمثال أنواع . وضح .
جـ6 : بالفعل للأمثال أنواع فمنها :
1 - ما ارتبط بقصة واقعية .
2 - بعضها يرتبط بقصة خيالية .
3 - وبعضها حكاية رمزية على ألسنة الحيوان و الطير .
4 - وبعضها يحمل توجيهاً خاصاً .
5 - وبعضها يرتبط بأشخاص اشتهروا بصفات خاصة .
تدريب :
* تخير الإجابة الصحيحة لما يلي مما بين القوسين :
- " كأن " من أخوات : (كان - إن - كاد).
- مفرد "الطير" : (طائرة - طيار - طائر).
- "الخف" يلبس في : (اليد - الرأس - الرِّجْل).
- "حنين" كان يعمل : (زارعا - صانعا - تاجرا).
- مضاد "جَزَاهُ" : (عاقبه - أبعده - أكرمه).
- "سِنِمَّار" مهندس من : (الفرس - الروم - مصر).
- بين "الرفيق" و "الطريق" : (سجع - جناس - تصريع).
" الحكم "
س1 : ما الحكمة ؟
جـ : الحكمة : قول موجز مشهور صائب الفكرة ، دقيق التعبير يهدف إلى الخير والصواب ، و الحكمة تعبر عن خلاصة خبرات صاحبها بالحياة .
س2 : فيمَ تتفق الحكمة مع المثل ؟ و فيمَ تختلف عنه ؟
جـ2 : تتفق الحكمة مع المثل في : الإيجاز - الصدق - قوة التعبير - سلامة الفكرة .
- وتختلف الحكمة عن المثل في أمرين :
1 - أن الحكمة لا ترتبط في أساسها بحادثة أو قصة .
2 - أن الحكمة تصدر عن إنسان له خبرته وتجاربه العميقة في الحياة .
س3 : ما خصائص أسلوب الحكمة ؟
جـ3 : خصائص أسلوب الحكمة :
1 - سلامة العبارة . 2 - الإيجاز . 3 - دقة التشبيه . 4 - جمال الصياغة .
1 - " مَصَارِعُ الرِّجَال تَحْتَ بُرُوقِ الطَّمَع "
ô مَصَارِعُ : مهالك م مصرع - بُرُوقِ : ضوء ولمعان م برق - الطَّمَع : الجَشَع × القناعة
ôمعنى الحكمة :
دعوة إلى القناعة فالطمع قد يؤدي إلى قتل صاحبه ؛ لأنه يغريه ببريقه الزائف، ويؤدي لخسارته في النهاية.
2 - " أوَّلُ الحَزْمِ المَشُورَة ُ "
- الحَزْمِ : ضبط الأمر وإتقانه - المشورة : التشاور ، وما ينصح به من رأي وغيره .
ôمعنى الحكمة :
دعوة إلى استشارة الآخرين فهذا دليل على حسن التصرف ، فلا خاب من استشار .
وقديماً قيل : (إذا شاورت العاقل صار عقله لك).
3 - " اتْرُكِ الشَّرَّ يَتْرُكْكَ "
ôمعنى الحكمة :
أن من ابتعد عن الشر و الفساد نجا من شرور غيره .
4 - " رُبَّ مَلُومٍ لاَ ذَنْبَ لَهُ "
رب : حرف جر شبيه بالزائد ، بمعنى احتمال - ملوم : مُعاتب .
ôمعنى الحكمة :
دعوة إلى التثبت من حقيقة أي أمر قبل توجيه اللوم للبريء ؛ حتى لا نظلم غيرنا فنندم.
س1 : علل : الحكمة صوت العقل ، والمثل صوت الشعب .
جـ : لأن الحكمة تنبع من الخبرة والتجربة، وهذا يقتضي أن يكون فيها تأمل وتفكير وموازنة بين الأمور واستخلاص العبرة منها، ولذلك فهي تعبر عن الرأي والعقل، مثل : (أول الحزم المشورة).
- أما المثل فيأتي تلقائيا من حادثة تدفع إلى النطق به في عبارة قصيرة تشير إلى مغزى قصته، مثل : (كأن على رءوسهم الطير).
تدريب :
(أ) تخير الإجابة الصحيحة لما يلي مما بين القوسين :
- مفرد "مصارع" : (مصارع - مصراع - مصرع).
- معنى "مصارع" : (مجالس - مهالك - مكاسب).
- مضاد "الطمع" : (الشبع - الجوع - القناعة).
- "ملوم" من المشتقات : (اسم فاعل - اسم مفعول - صيغة مبالغة).