تنبثق أهداف الإذاعة المدرسية من أهداف الإعلام التربوي عموما بكل صوره ، وتقوم على فلسفة المجتمع المدرسي التي توجد فيه ،
ومن بين أهدافها : تزويد الطلاب بالمعلومات أو الأخبار والمعارف التي تهمهم وتشبع فيهم حب الاستطلاع بحكم تكوينهم الفسيولوجي ،
وهنا يتحقق أحد أهم أهداف الإعلام التربوي عموما وهو : ربطهم بمجتمعهم المدرسي والمحلي ،
وتزودهم بالمعلومات والمعارف المتصلة بشئون الدراسة وأنشطتها ونظمها وبرامجها المتنوعة ،
كما تقدم لهم ألونا من العلوم والمعارف بصورة مشوقة تقوم على الشرح والتحليل والتفسير والتبسيط ،
وهي تسعى بذلك إلى إكسابهم مهارات الاتصال الإذاعي
والثقة في تفكيرهم وقدراتهم العقلية، ومهارة التعبير عن أفكارهم ،
كما تنمي فيهم الجماعية والنظرة الواقعية حينما يسهمون في التخطيط لبرامجها التي تتناسب وأنشطة المدرسة ومجتمعها المحلي ،
وهم يقدمون هذه البرامج ويعملون على تطويرها وبالتالي تعودهم على البحث والاطلاع وتعرفهم بمصادر المعلومات والقدرة على التذوق ،
وتشجيع على التفكير العلمي ، وتنمية الخيال العلمي والروح الابتكارية ، واكتشاف المواهب ورعايتها ، والمحافظة على التراث الحضاري والثقافي ، وتوجيههم نحو الاتجاهات والقيم التربوية العليا ؛ كصلة الرحم ، والتعاون ، واحترام المعلم ، وتقدير آراء الآخرين ، وحرية التعبير عن الآراء والمواقف ، والنقد الذاتي البناء .
وينطبق على هذا الجزء ما جاء في دور الصحافة في التعرف على مواهب الطلاب
ـ جمهور الإذاعة المدرسية من تلاميذ المرحلة الابتدائية :
تشير الدراسات العلمية إلى أن الطفل في هذه المرحلة ( 6 ـ 12 سنة ) يحتاج إلى إشباع رغبته القوية في حب الاستطلاع ، وهو في المراحل الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية يميل إلى الخيال والتمثيل والمحاكاة التي يستقيها من مجتمعه ، وهو ينتقل من الضوابط الاجتماعية الغير منتظمة التي كان يعيشها في منزله إلى الضوابط الاجتماعية المنتظمة داخل المدرسة ، وهنا يحتاج إلى " القدوة الحسنة " وينبغي في هذه السن الإكثار من قصص القرآن الكريم والسيرة النبوية المطهرة التي تنمي فيهم الخيال المتزن .( إعلام الطفل .. د. محمد معوض ) .
ويبدأ من سن العاشرة ( الرابع ابتدائي ) في الانتقال إلى مرحلة الواقعية والموضوعية ، وهنا يحتاج الطفل إلى اكتساب معارف مادية واقعية ، فأصبح لزاما علينا معاونتهم على تكوين اتجاهات فكرية سوية ، وتدريبهم على القيام بأدوار اجتماعية ، والالتزام بالأخلاق والانضباط ، وتعليمهم المشاركة البناءة والعطاء للمجتمع والاعتماد على النفس ، وتشجيعهم على الأنشطة المتنوعة ( رياضية ـ فنية . ) ، وفي هذه الحالة نؤكد على الإكثار من الفقرات والبرامج التي تحتوي على الأناشيد الإسلامية المؤثرة ، والألعاب الجماعية والرياضية ، والمسلسلات الإذاعية ، والمسابقات التي تدفع الطفل إلى التعرف على أنواع العلوم والخبرات ، التي تثير في نفوسهم الشعور الواقعي بالنجاح ، كما يمكن تعويدهم على احترام آراء الآخرين ، وتعميق الانتماء لجماعة الفصل ثم المدرسة وبالتالي المجتمع ، كما يتعين غرس عادة القراءة في نفوسهم ، وتقديم العلم بصورة مقنعة قائمة على المناقشة الجادة .
ولتحقيق هذه الأهداف يمكن التالي :
ـ يعد البحث عن أخبار المدرسة العملية والاجتماعية أهم أهداف هذه المرحلة التي ينبغي أن يشارك فيها جميع التلاميذ .
ـ يقوم الطالب بالبحث " بنفسه " في بطون الكتب عن نماذج مشرفة من التاريخ ويختصرها ثم يقدمها بأسلوبه .
ـ إجراء مسابقات مباشرة من صالة الإذاعة إلى الجمهور ، بحيث يتوجه المجيب إلى غرفة الإذاعة للإجابة عن السؤال .
ـ إجراء مسابقات علمية بين الفصول وتذاع عبر الإذاعة مباشرة أو مسجلة .
ـ إجراء تحقيق إذاعي حول موضوع ما " كأن يؤخذ أراء مجموعة من الطلاب في مشكلة رمي المخلفات في فناء المدرسة الأسباب والحلول " ثم عرض ذلك على المشرف المناوب ومدير المدرسة وإذاعة هذه اللقاءات .
ـ تنفيذ مسرحيات إذاعية مبسطة تحث على قيم تربوية .
ـ إجراء التلميذ حوارا مع شخصية زارت المدرسة ، أو مع مدير المدرسة حول موضوع ما .
وينبغي لنا في معالجتنا للقضايا التربوية عبر الإذاعة " كالمحافظة على النظافة الشخصية " مراعاة أسلوب الخطاب في طرحنا لهذه القضية ، وتناولها من الجانب الإعلامي ؛ لأننا في طرحنا للمشكلة باتخاذ أسلوب الوعيد والتأنيب سيتأصل هذا المفهوم في نفوس التلاميذ ، ويصبح سلوكا عمليا في حياتهم ، إضافة إلى عوائده الغير مضمونه ، بل ينبغي أن نتخذ من أسلوب الإقناع ومقارعة الحجة بالحجة الدليل العملي لحل مثل هذه الموضوعات ؛ فعندما نقنع التلميذ بأن هذا سلوك حضاري أمر به الشرع لأنه يرفع من شأننا كمسلمين ، وأن النظافة رمز رفعتنا ومنعتنا ، وهي الطريق نحو مجتمع نظيف خال من الأمراض ، ثم نذكر بعضا من سلبيات عدم النظافة وأضرارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية .. فسوف ينتهي التلميذ عن هذه الفعلة ؛ لأنه بحكم تكوينه في هذه المرحلة سهل التشكيل ، وقد ارتكزت هذه المعلومات في ذاكرته بناء على قناعة شخصية .
ـ جمهور الإذاعة المدرسية من تلاميذ المرحلة المتوسطة (13 ـ15 سنة) :
- تعد هذه المرحلة بداية المراهقة عن الطفل ، ويصحب هذه المرحلة التي تكون حافلة بسلسلة تغييرات جسمية واجتماعية وانفعالية رغبة الشباب في الظهور أمام الآخرين بشكل مختلف ، حيث يبدأ اهتمامهم بالمظهر الشخصي ، والتنافس العلمي لتحقيق دواتهم ، وإثبات القدرات ، وهنا يميل الطلاب إلى الإعجاب بالشخصيات البطولية التي تبدو مختلفة ، وبالتالي محاولة محاكاتها ، ومن ذلك : موضوعات المغامرات ، والرحلات ، والشجاعة ، والمنزلة الاجتماعية العليا .
وتعتبر الإذاعة أهم الوسائل التي يمكن أن تكون محطة لاحتضان الطاقات ، والتعبير عن الأفكار والطموحات ، والنقاش ، وتقبل الآراء ، وخاصة من الأشخاص الذين يقدرهم التلميذ ، ويعجب بهم .( إعلام الطفل .. د. محمد معوض ) .
ومن الأمثلة العملية التي يمكن أن تغطي هذه المرحلة : إجراء لقاءات مع طلاب متميزين لمعرفة طموحاتهم وأمانيهم ، ثم سؤال أحد المعلمين عن الطريقة العملية لتحقيق الأحلام ، وهنا يستشهد المعلم بنماذج من التاريخ الحديث والتاريخ القديم لأناس حققوا مآربهم نتيجة الجد والاهتمام ..
ومن ذلك أيضا القيام برحلات علمية لاستكشاف نظرية على الطبيعة ، وحضور الإذاعة هنا لتسجيل وقائع الرحلة .. ثم إذاعتها على الطلاب ، ويمكن أن يتم التنسيق لتكون الرحلة في وقت الدراسة ، ويتم الاتصال هاتفيا بالزملاء لمعرفة ما توصلوا إليه في رحلاتهم ..
كما يمكن إجراء مسرحيات إذاعية لنماذج مشرفة من التاريخ ، وإظهار بطولاتهم ، ومراكزهم العلمية التي نبغوا فيها .. ليحذوا حذوهم .
ـ جمهور الإذاعة المدرسية من طلاب المرحلة الثانوية (16 ـ18 سنة) :
وتعد هذه الفترة من أخطر مراحل حياة الشاب ، وفيها تتبلور الشخصية وتكتسب خصائصها الحياتية المقبلة ، وهنا ينبغي أن نؤصل فيهم مفهوم الثقافة بكل مشاربها ، والاستفادة من طبيعتهم البيولوجية لتشكيل ميولهم وتوجيهها من خلال الانتقال بتفكير الشاب إلى البحث والمناقشة والوصول إلى علة الأشياء نتيجة للقناعة لا فرض الواقع ، وذلك سينمي ثقته بذاته واحترامه للآخرين ( مرجع سابق ) .
وفي هذه المرحلة يبدأ إعداد الشاب للحياة العملية ، أو الانتقال إلى مراحل علمية جديدة " الجامعة " ، أو الدخول في معترك الحياة العملية العامة ، وبذلك يرسم لنفسه طريق المستقبل ، لذا يراعى في الإذاعة المدرسية اهتمامها بتأهيل تفكير الشاب تجاه المستقبل ، والمهن التي تتناسب قدراته ، أو توضيح المجالات العلمية لمن أراد مواصلة مشواره التعليمي ، وبالتالي يجب أن تكون الإذاعة المدرسية متنفسا يعبر الطلاب من خلالها عن ميولهم ورغباتهم ، والاتجاهات والقيم الإيجابية مع البعد عن إعطاء التعليمات والمواعظ بشكل
مباشر ، كما يجب الاهتمام بأخبار المدرسة المنوعة ، وحثه على الاشتراك في إعدادها وتقديمها .. وهكذا نساهم في استهلاك طاقته الكامنة بشكل مفيد .
: إمكانات الإذاعة المدرسية :
تتكون الدائرة العملية للإذاعة المدرسية من مكبرات الصوت ، والتي تستخدم وسيلة صوتية عالية تصل إلى تلاميذ المدرسة ، وأحيانا الحي الذي تقطنه المدرسة ، خاصة في مناطق هادئة .
ويمكن لزيادة فاعلية الإذاعة توفير : أجهزة التسجيل " راديو ومسجل " ، ولا قط صوتي ، يستخدم لإجراء المقابلات والتحقيقات الميدانية وتغطية أنشطة المدرسة ، إضافة إلى الاستفادة من المحطات الإذاعية العامة لتسجيل ونقل برامجها التربوية.
أهداف الإذاعة المدرسية :
1- تعتبر الإذاعة المدرسية من أهم الأنشطة اللامنهجية لتحقيق الأهداف التربوية كما أكد ذلك علماء التربية والتعليم . لما لها من تأثير فعال ومباشر في تنمية قدرات الطلاب وتشجيع مواهبهم وهواياتهم .
2- تربط الطالب من بداية اليوم الدراسي بكتاب الله وسنة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
3- تقوية شخصية الطالب وإخراجه من دائرة الخوف والخجل .
4- تنمي معلومات الطلاب وثقافتهم وتغرس حب الإطلاع والقراءة في نفوسهم .
5- تدرب الطلاب على حسن المواجهة أمام زملائهم .
6- تكشف الإذاعة عن مواهب الطلاب في الإلقاء والشعر والخطابة وتشجع الموهوبين .
7- تولد السرور والفكاهة لدى الطلاب .
8- تعطي أخباراً صادقة .
9- تقوم بدور المعلم في التوجيه نحو الأخلاق والسلوك الحسن .
10- تعتبر الإذاعة المدرسية مكملة لعناصر المنهج المدرسي .
11- تعزز جوانب المادة المنهجية مما يسهل فهمها واستيعابها من قبل الطلاب .
12- تحث الطلاب على مكارم الأخلاق ومنها : الإخلاص والأمانة والبطولة والشجاعة والصدق والوفاء والكثير من القيم والعادات والاتجاهات الحسنة .
13- العمل على تنمية خيال الطلاب وتوسيع مداركهم الذهنية والفكرية والعقلية .
14- تنمية وصقل موهبة التذوق والنقد .
15- تعمل على سد أوقات الفراغ لدى الطلاب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة .
16- تدرب الطلاب على كيفية استخدام الأجهزة والأدوات الإذاعية وطريقة عملها وإصلاحها وصيانتها .
17-تعمل الإذاعة المدرسية على إكساب المهارات التالية :
أ- نقل الأفكار المسموعة .
ب- زيادة الثروة اللغوية .
ج- تنمية مهارة القراءة .
د- تعويد الطلاب على السرعة في التفكير والتعبير .
هـ- تعويدهم على الاستنتاج وإبداء الرأي .
و- تعويدهم على الاستماع الجيد .
ز- تعويدهم على التفكير المبدع المستقل .
ح- صقل مواهبهم وإبداعاتهم .
18- تعتبر الإذاعة الوجبة الخفيفة التي يتلقاها الطالب قبل دخول الفصل .
بعض الاهداف القصيرة
1 ) توعية الطلاب بجوانب الخلق القويم ، والسلوك المستقيم .
2 ) دعم الجانب المعرفي والتربوي وغرس مبادئ النظام والالتزام .
3 ) إثراء الثقافة العامة لدى الطلاب .
4 ) تدريب الطلاب على الإلقاء الجماعي والفردي .
5 )اكتشاف المواهب وتنميتها لدى الطلاب .
6 )تقويم النطق ، وتعويد الطلاب على اللغة الفصحى .
7 ) غرس روح التعاون والمحبة بين الطلاب .
8 ) مساعدة الطلاب على الابتكار ، والتطوير ، وتقديم الجديد المفيد .
9 ) التمهيد أمام الطلاب لتلقي العلم كل صباح .
10) إلقاء التعليمات الإدارية ، وتوجيه الطلاب ، وإرشادهم في شؤون التعليم المختلفة .
11) الإعلان عن أسماء المتفوقين والمتميزين ، وتشجيعهم بالجوائز وشهادات التقدير .
12) تسلية وترفيه وترويح عن الطلاب .