حب الوطن غريزة فطرية , تستقر فى كيان كل إنسان !! فما واجبنا نحوه ؟
* الأفكــــار :
1) حب الوطن من الإيمان . 2) أهمية الوطن .
3) مصر مهد الحضارة . 4) مصر فى القرآن والسنة .
5) مصر فى عيون العلماء والمؤرخين . 6) واجبنا نحو مصر .
7) الخاتمة .
الموضــــــوع
وطنى مصر , ما أجملها من كلمة عظيمة حبيبة إلى القلوب , تتغنى بها الألسنة , وتنطق بها الشفاه من جيل إلى جيل , فما أطهرها من معنى يثير فى النفوس اسمى المشاعر , وأعذب الذكريات إنها جنة الله فى أرضه , وكنانته , من أرادها بسوء قصمه الله , فحب الوطن طاعة وعبادة , والموت من أجله شهادة , قال رسول الله (ص) : " من مات دون أرضه فهو شهيد " , وطنى مصر الحبيب , الذى أكلت من خيراته , وشربت من نيله , ومشيت على أرضه , وعشت تحت سمائه , وتعلمت فى مدارسه , حب يسرى فى قلبى ودمى , وما أجمل قول مصطفى الرافعى :
بلادى هواها فى لسانى وفى دمى ... ويمجدها قلبى ويدعو لها فمى
ولا خير فيمن لا يحب بلاده ... ولا فى حليف الحب إن لم يتيم
إننا كمصريين , رجال ونساء , كبار وصغار , مسلمون ومسيحيون نعتز بوطننا مصر , مصر العزيزة التى تتمتع بمكانة بارزة فى العالم القديم والحديث , فكلنا نفخر بمصر مهد الحضارة , ومنبع الثقافة وقلب العالم , ملأت الدنيا هداية وحضارة ونور , ذكرها الله فى القرآن وعظمها وذكرها الرسول فى السنة وقدسها , فقال تعالى : " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " , حقا ! إن الأمان فى مصر !! نعم إن السلام والإسلام فى مصر !! فهى خير بلاد الله , وشبابها أفضل جند الأرض كما أخبر الرسول (ص) : " إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفا , فذلك الجند خير أجناد الأرض , فهم فى رباط إلى يوم الدين وقال المؤرخ اليونانى هيرودت : ( إن مصر هبة النيل ) , وقال ابن خلدون عن مصر : ( لم أر فى البادية أو الحاضرة مدينة زاهرة مثل القاهرة ) .
فعلينا أبناء مصر أن نتحدى الصعوبات , ونجتهد فى نهضة بلادنا وأمتنا مهما كلفنا ذلك من جهد وتعب , فبلادنا تستحق منا الكثير , وهى رمز التحدى منذ القديم .
فهيا بنا إلى حب الوطن , والعمل من أجله , من أجل نهضة وتقدم ورقى , قال الشاعر :
لا تقربوا النيل إن لم تعملوا عملا *** فماؤه العذب لم يخلق لكسلان
وصدق الزعيم مصطفى كامل إذ يقول : إن لم أكن مصريا *** لوددت أن أكون مصريا
ويقول شوقى : وطنى لو شغلت بالخلد عنه *** نازعتنى إليه فى الخلد نفسى
ولمصر دور مشرق فى تاريخ الإنسانية قديما وحديثا : فمصر كانت مصدرا للغلال , وبرع المصريون القدماء فى الطب والهندسة وركوب البحر والفنون والآداب , كما أن المصرى القديم أول من كتب على ورق البردى فمكن البشرية من تسجيل الحضارة .
ولذلك أوجه كلماتى لوطنى مخلصا : وطنى ... يا من يسكن قلبى ويجرى حبه فى دمى يا واحة الرخاء وأرض العطاء ورمز الفداء من جيل إلى جيل .
يا مصر ... يا أم النيل والهرم يا كنوز الآثار يا مولد الفجر يا طلعة النهار يا سحر الليالى يا معانى الأشعار , يا روعة الميلاد يا تراب الأجداد يا ضحكة الوليد يا صرخة الشهيد واجبنا نحوك عظيم فلك منا الوفاء والعمل والعطاء ولك الحياة ولنا الفناء .
وقف الخلق ينظرون جميعـــا *** كيف أبنى قواعد المجد وحدى
وبناة الأهرام فى سالف الدهر *** كفونى الكلام عند التحـــــدى