الجنس المؤلم
عندما يكون الجنس مصدرا للألم.. لا المتعة .. ؟؟
تعاني ملايين السيدات قبل أو أثناء أو بعد المعاشرة الزوجية
وتسمى هذه الحالة «الاتصال الجنسي المؤلم» (dyspareunia).
ولا تعوق هذه الحالة الاستمتاع بالمعاشرة الزوجية فحسب، بل يمكن أيضا أن تؤثر سلبا على
العلاقة الزوجية والحياة بوجه عام. ربما تثير هذه الحالة لدى السيدات اللاتي بلغن سن اليأس
القلق من التقدم في العمر وتؤثر سلبا على نظرتهن إلى أجسادهن.
وتعاني الكثير من السيدات في صمت ولا يطلبن المساعدة أو أنهن يجدن مشكلة في العثور
على طبيب يستطيع تشخيص وعلاج أسباب الألم. يدعو هذا للأسف نظرا لتوافر علاج الكثير
من الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة.
يمكن أن يحدث عسر الجماع أو الاتصال الجنسي المؤلم في أي عمر،
لكنه شائع بين السيدات اللاتي وصلن إلى سن اليأس. وتشير الدراسات إلى أن ما بين
ربع ونصف السيدات اللاتي بلغن سن اليأس يعانين من ألم أثناء المعاشرة الزوجية.
وقد يكون هذا الألم بسيطا أو حادا، وتشبهه نساء يعانين منه بالحرقة
أو النغز أو الحدة أو النعومة المفرطة. قد يحدث الألم في الفرج أو داخل المهبل أو في الحوض،
ويعتمد هذا على السبب. وتشعر سيدات كثيرات بعدم راحة في منطقة دهليز المهبل المليئة بالأعصاب،
التي تحيط بفتحة المهبل. ويمكن أن يبدأ هذا الألم فجأة أو يتطور تدريجيا مع الوقت،
حيث قد يحدث في كل مرة أو بين الحين والآخر، بل يمكن أن تشعر السيدة بالألم
بمجرد التفكير في المعاشرة الزوجية.
أسباب المرض من الأسباب المحتملة؛ حدوث تغيرات هرمونية، أو اضطرابات في الأعصاب،
أو مشكلات عاطفية، أو القلق، أو الاكتئاب..
وأحيانا تكون تلك الأسباب مجتمعة وراء الحالة. وتقول إليزابيث ستيوارت، أخصائية
منطقة المهبل الخارجية والداخلية في اتحاد هارفارد الطبي في برلينغتون بولاية
ماساتشوستس ومركز الشماسة الطبي في بوسطن: «يمكن أن يؤدي عامل واحد إلى سلسلة من المشكلات».
ويعد ضمور المهبل، أي تدهور الأنسجة المهبلية الناتج عن نقص هرمون الأستروجين،
من الأسباب الرئيسية لحدوث ألم أثناء المعاشرة لدى النساء في منتصف العمر،
فعندما ينقص إفراز هرمون الأستروجين بعد انقطاع الطمث،
تضمر أنسجة المهبل وتصبح أقل رطوبة ومرونة. في النهاية يمكن أن تؤدي هذه التغيرات
إلى جفاف مهبلي وشعور بالحرقان والحكة والألم..
كذلك يمكن أن يؤدي نقص الممارسة الجنسية أو عقاقير مثل مضادات الهيستامين
إلى جفاف المهبل.
من المسببات الأخرى التهاب الأعضاء الأنثوية (vestibulodynia)،
وهو متلازمة مزمنة من الألم تؤثر على الأعضاء التناسلية الأنثوية، في تك الحالة يمكن أن يؤدي
الضغط على هذه المنطقة أو مجرد لمسها، بل ارتداء سروال جينز ضيق
أو استخدام ماسحة قطنية، إلى شعور بعدم الراحة.
ويبدو أن لهذه الحالة الكثير من الأسباب. ويعد مرض التهاب الأعضاء الأنثوية من الأسباب
الأكثر شيوعا لألم الجماع لدى السيدات اللاتي تقل أعمارهن عن 50 عاما،
لكنه أكثر شيوعا بين النساء اللاتي بلغن سن اليأس،
بحسب دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ماكغيل في مونتريال.
وحلل الباحثون بيانات 182 سيدة في سن اليأس ويعانين من ألم الجماع، وتم اكتشاف أن نحو
98 في المائة يشعرن بألم عند لمس دهليز المهبل بماسحة قطنية أثناء الفحص،
بينما تم اكتشاف وجود التهاب في الأعضاء الأنثوية
وضمور في المهبل (vaginal atrophy) لدى 64 في المائة من السيدات، وإصابة 14 في المائة
منهن بالتهاب الأعضاء التناسلية الأنثوية فقط، في مقابل إصابة 9 في المائة
منهن بضمور فقط. ونشرت هذه النتائج في دورية «العلاج الجنسي الزوجي»
في عدد مارس (آذار) - أبريل (نيسان) 2012.
من الأسباب الأخرى للألم أثناء الجماع الإصابة بأمراض جلدية في الأعضاء التناسلية مثل الإكزيما
(eczema) والصدفية (psoriasis) أو التهاب الحوض (pelvic inflammatory)
أو تدلي المثانة (bladder prolapse)
أو التهاب المسالك البولية أو المهبل أو الأعضاء التناسلية أو تناول بعض أنواع
عقاقير السرطان أو الإصابة بجروح في منطقة الحوض بسبب الولادة أو نتيجة
جراحات تناسلية أو تلف العصب الفرجي الذي يغذي منطقة المهبل
أو حدوث اضطرابات في الجهاز الحركي مثل التهاب المفاصل (arthritis) أو تشنج الفخذ
(tight hip) أو عضلات الحوض وبعض أنواع الخلل الجنسي لدى الذكور.
كذلك من الممكن أن يؤدي طول فترة الجماع إلى تفاقم الشعور بالألم والاحتكاك.
هناك أيضا عوامل نفسية أو عاطفية، فالتوتر أو القلق أو الاكتئاب أو الشعور بالذنب
أو التعرض لانتهاكات جنسية أو فحص سيئ لمنطقة الحوض في الماضي
أو مشكلات في العلاقة أثناء الممارسة الجنسية..
تكون من الأسباب العميقة لحدوث ذلك الألم. يحدث لدى بعض السيدات
تيبس لا إرادي في عضلات المهبل (Vaginismus) لمقاومة الاتصال
وتنتشر هذه الحالة بين السيدات اللاتي ترتبط منطقة المهبل لديهن بالخوف
أو الصدمة. وتقول إليزابيث: «إذا مررت بتجربة قاسية مؤلمة مثل عمل
شق جراحي لتوسيع مخرج الولادة،
فلن تنساها العضلات المبطنة للحوض على ما يبدو
وبالتالي ستقاوم أي اقتحام لها».
وإلي موضوع جديد
ودي لكم