خلاصة الخلاصة للوحدة الأولى لغة عربية الصف السادس الإبتدائى الفصل الدراسى الثانى
الدرس الأول دعنا نتحاور
اتخذ الجد يوسف مجلسه وقد التف حوله أحفاده كعقد الياسمين ، فبادرهم قائلا :سنتحاور معا هذه الليلة عن آداب الحديث ، وآداب الاستماع . وهما من أرفع الآداب الاجتماعية التي حثت عليها الأديان السماوية . فالإنسان إذا أحسن كلامه أحبه الناس ، وإذا أساء في كلامه فر منه الناس .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " .
وأبدأ معكم بهذا السؤال : ماذا تفعل اذا أخطأ أحد المتحدثين في حديثه ؟
قالت مني : أقول له أخطأت ، وأذكر الصواب .
قال الجد : لأنك لا تدرين ، ربما كان علي صواب ، وأنت علي خطأ ، كما أن قولك له أخطأت يحزنه ويسيئه .
فمن شروط الحديث أن تتخير اللفظ المناسب . وأن نختار من الكلمات أجملها ومن الألفاظ أحسنها .
قال شهاب : يؤلمني يا جدي أنني حين أتحدث أحيانا ، قلما يلتفت إلي أحد .
قال الجد : ربما كان ذلك لأنك تتحدث عن نفسك كثيرا ، أو أنك تتحدث في أمور يعرفها الجالسون ؛ لأن الحديث عندما يكون في غير موضعه ، يكون عديم الفائدة . وكان الأجدر بك يا شهاب حين تشعر بذلك أن تصمت .
قال بعض الحكماء :
" حدث الناس ما نظروا إليك ، واستمعوا لك ، فان لمست منهم فتورا فأمسك . أي اسكت "
قالت فرح : لقد عرفنا الليلة أشياء ، لم نكن نعرفها يا جدي .
قال الجد : وما زالت هناك أشياء في آداب التحدث يجب أن تعرفوها :
قال علي : وما هذه الأشياء يا جدي ؟
قال الجد : البعد عن كلام اللغو والثرثرة ، وحسن الاصغاء لمن هو أكبر سنا و أعلي علما ، وألا يتكلم اثنان في آن واحد ، وعدم مقاطعة المتحدث ، ومحادثة الناس بوجه بشوش مبتسم . ولابد أن يكون صوتك بقدر ما يسمعه الجالسون ؛ فلا هو مرتفع بحيث يؤذيهم ، ولا منخفض بحيث لا يسمعه بعضهم ...
قال الأحفاد : شكرا لك يا جدي علي هذه النصائح الغالية .
الدرس الثاني أهلا وسهلا
حين التقي الجد يوسف بأحفاده قال لهم :
تحدثت معكم في الأسبوع الماضي عن آداب الحوار.. والليلة سنتحدث عن آداب الزيارة.
قال علي : وهل للزيارة آداب يا جدي ؟
قال الجد : نعم يا علي ، فلكل عمل في حياتنا آدابه .
وسؤالي لكم : ما الوقت المناسب لزيارة الصديق ؟
رد شهاب قائلا : أزوره في أي وقت أشاء ؛ فهو صديقي .
وقالت همسة : عندما أود زيارة صديقتي ، فاني أزورها في وقت مناسب .
قال الجد : ومن يحدد هذا الوقت المناسب ؟
قالت همسة : الوقت المناسب يا جدي هو الوقت الذي نتفق عليه أنا وصديقتي مسبقا ؛ أي الوقت الذي يناسبها ويناسبني .
قال الجد عظيم يا همسة ، هذه أولي آداب الزيارة ، ولكنك نسيت شيئا ، أتعرفينه ؟
قالت مني: أن أتصل بها و أحدد معها موعد زيارتي .
قال الجد مضيفا :.. وأن تلتزمي بهذا الموعد ، فلا تذهبي قبله ، ولا بعده .
قال علي : ثم ماذا يا جدي ؟
قال الجد : عندما تذهب في موعدك تضغط علي جرس الباب برفق ، فإذا دخلت ينبغي عليك أن تسلم علي الجالسين ، وقد ارتسمت علي شفتيك ابتسامة خفيفة . وألا تبادر بالجلوس حتى يشار لك إلي مكانك ، وألا يكون صوتك عاليا .
قالت مني : هذه أمور لم نكن نلتفت إليها يا جدي !!
قال الجد : كما علينا الاعتناء بملابسنا ، وألا نعبث بما نجده أمامنا من أشياء ، ثم أضاف : فان كانت الزيارة لمريض ، زدنا آدابا أخري .
قال شهاب : وما تلك يا جدي ؟
قال الجد : أن تكون الزيارة قصيرة ، وأن ندعو له بالشفاء .. وهكذا فلكل مقام ما يناسبه من الحديث .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" من عاد مريضا ، أو زار أخا ، ناداه مناد في السماء ، أن طبت وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلا " .
كلماتي الجديدة :
برفق : بلين عاد المريض : زاره
طبت : فارقك كل مكروه ممشاك : الطريق الذي تمشي فيه
تبوأت : اتخذت منزلا : مكانا
الدرس الثالث أنت حر ما لم تضر
ليس هناك شيء في حياة الإنسان أعظم من الحرية ؛ لأنها أكثر ما يميز حياة البشر ، ولكننا نحاول من خلال هذا النص أن نعرف حدود حرية الإنسان وهل الحرية بلا قيود نافعة أم ضارة بالمجتمع ؟ وهل الإنسان حر في نفسه أم أن هناك ما ينظم هذه الحرية ؟ وإذا كان للمجتمع الحق في التحكم في حرية الفرد وسلوكه ، فما حدود هذا التحكم ؟
الإجابة عن كل هذه الأسئلة تجدها في كلمات هذا الحديث الشريف ؛ حيث يبين لنا حدود حرية الفرد ، وحدود تنظيم المجتمع لهذه الحرية ؛ حتى يتحقق الخير والسعادة لكل من الفرد والمجتمع ..
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" مثل القائم علي حدود الله ، والواقع فيها كمثل قوم استهموا علي سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها ، وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا علي من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا ، فان تركوهم وما أرادوا هلكوا و هلكوا جميعا ، وان أخذوا علي أيديهم نجوا ، ونجوا جميعا "
القائم : المتولي والمشرف وقد يكون حاكما استهموا : اقترعوا
حدود الله : المراد بها الأوامر والنواهي الخرق : الثقب
نصيبنا :الجزء الذي يقيمون فيه من السفينة لم نؤذ : لم تضر
ما أرادوا : المقصود إحداث ثقب في السفينة
أخذوا علي أيديهم : منعوهم بالقوة
مواطن الجمال .
( أعلاها – أسفلها ) : تضاد يؤكد المعني ويوضحه
( لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ) : تعبير يدل علي عدم الإحساس بالمسئولية
( وان أخذوا علي أيديهم....) : تعبير يدل علي منع الوقوع في الخطأ
الدرس الرابع الحياة .. دائما اثنان
تحلقنا جميعا حول جدي لنستمع إلي حكايته الجميلة ، ونستفيد من خبرته الكبيرة في الحياة ..نظر إلينا الجد مبتسما ، ثم رفع يديه متشابكتين ، و سألنا : " ماذا ترون ؟! "
أجبنا جميعا بلا تردد: " نري يدين متشابكتين .."
فقال جدي معقبا : وهكذا الحياة يا أحفادي الأعزاء دائما . فسأل علي مندهشا : " هل تقصد يا جدي أن الحياة مليئة بالأحداث المتشابكة والمرتبطة بعضها ببعض ؟! " أم ماذا ؟
قال الجد : سأحكي لكم قصة قرأتها منذ أيام ؛ لكي تفهموا ما أقصده .
قلنا في صوت واحد تملؤه اللهفة : " لنستمع يا جدي إلي القصة .. وسوف نفهم قصدك إن شاء الله " .
قال جدي : يقول صاحب القصة : " لن أنسي ما حييت ذلك اليوم الذي تعلمت فيه أهم درس في حياتي .. كنت في الصف السادس الابتدائي .. وقد اشتركت أنا وبعض زملائي في مسابقة للرسم علي مستوي المنطقة التعليمية .. تقدم الجميع برسومهم .. وجاءت النتيجة التي لم أتوقعها .. فازت اللوحة التي رسمتها أنا وماجد زميلي ، بالجائزة الأولي .. لن أنسي ما قاله مدير المنطقة التعليمية وقتها في الحفل: " هذه اللوحة رائعة بكل المقاييس الفنية ، كما أنها نموذج مثالي للتعاون بين تلميذين ؛ إذ برع أحدهما في رسم اللوحة ، وبرع الثاني في تلوينها .. كانت الألوان لا تقل روعة عن الرسم .. هناك أعمال أخري جيدة ، قدمها كل واحد من المتسابقين بمفرده .. لكن هذه اللوحة كانت أجمل الأعمال علي الإطلاق " ..فتذكروا يا أبنائي طوال حياتكم ..أن الحياة دائما اثنان .
هتف شهاب صائحا : " هذا ما تقصده يا جدي .. التعاون ، فنحن لسنا وحدنا في الحياة " .
ابتسم الجد ابتسامة عريضة قائلا : " بارك الله فيك يا ولدي .. هذا ما قصدته تماما .. الإنسان يا أحفادي بحكم طبيعته لابد له من العيش في مجتمع ؛ مما يفرض عليه التعاون مع غيره ..والمجتمع الذي ينتشر فيه التعاون لا يضيع فيه أحد ؛ لأن أفراده يتكاتفون فيما بينهم لخيرهم جميعا ؛ فيتخلصون من الأنانية
قالت فرح ومني في صوت واحد : " صدقنا يا جدي ، نحن نتعاون مع زملائنا دائما في أداء واجباتنا المدرسية ، من قبل أن نستمع إلي هذه القصة " .
ضحك جدي وضحكنا جميعا علي الطريقة التي أظهرت بها مني وفرح اقتناعهما بكلام جدي ..
قال جدي مختتما حديثه ، وقد شبك يديه مرة أخري : " لا تنسوا يا أحفادي أبدا أن الحياة دائما اثنان " .قلنا جميعا بلا تردد " نعدك بذلك يا جدنا العزيز " .
اقــــــــــــــــــرأ وتــــــــــــــــأمـــل
قال الله تعالي :
( وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان )
كلماتي الجديدة:
تحلقنا : جلسنا علي شكل حلقة برع : تفوق
يفرض : يوجب البر : الخير
يتكاتفون : يعملون معا متعاونين الإثم : الذنب
أنانية : حب الإنسان لنفسه فقط × ( إيثار ) ينهض : يقوم
معقبا : مضيفا إلي ما قال التقوى : البعد عن معصية الله
من أسئلة الكتاب المدرسي
وضح ما تفيده التعبيرات الآتية :
1) لا يضيع فيه أحد 2) اللوحة رائعة بكل المقاييس الفنية 3) الحياة دائما اثنان
الدرس الخامس ( كلنا أحباب )
الشاعر السوداني : حاج أحمد الطيب
الشاعر
الشاعر حاج أحمد الطيب الحاج أحمد ولد في السودان ، له مجموعة من القصائد في مختلف المناسبات وشتي الموضوعات ، قام بترجمة بعض أغنيات الشاعر الانجليزي وليام شكسبير علي صورة شعرية .
تمهيد .
لا شك أن المحبة عاطفة إنسانية جميلة تميز بها الإنسان دائما ..ولا شك أنها حين تكون نحو كل البشر ..بلا تمييز أو تحيز ؛ فإنها ستكون أجمل بكثير .. والشاعر يدعو الجميع في رسالة حب وود رائعة إلي أن يتشاركوا معا لحظات الانجاز والانتصار ، وأن يتكاتفوا في لحظات الشدة ..تري ماذا قال الشاعر ..
النص
بعد التهــــــــــادي ..نخبة وشـــــــــــباب طاب الغــــراس وأينع الأنجـــــاب
طرب الأحــــــــــبة لانتصار شبابـــــــــهم بجـــــدارة ..وتبــــاشر الأصحـــــاب
أبنــــــــاؤنا فاقوا الكـــــــــــبار تألـــــــــــقا حــارت بهم الأفهـــــــــام والألبــاب
لن يتركوا كأســــــــــــا يمر بغــــــــــيرهم مهمــــــا يكن الأمــــر والأســـــــباب
نلقــي الذي يبــــغي المودة مخلـــــصا رغم الجفاء شعارنـــــــــا الترحــــاب
نرجـــــــــو لكوكبة الشــــــــباب مســــيرة من أجـــــــــلها يتواتر الإعجـــــــاب
تمضي طلائع ركبــــــــــها ويقــــــــودها للنصر دومـــــــا... نخبة وشــــــــباب
الكلمة معناهـــا
النخبة جماعة من أحسن الناس الغراس ما يغرس من شجر والمراد الشباب
التهادي تبادل الهدايا أو تبادل التحية أينع أينع الثمر أي طاب وحان قطافه
الأنجاب جمع نجيب وهو الذي يفوق غيره تباشر بشر بعضهم بعضا
الجفاء غلظة الطبع يتواتر يتتابع
الأفهام والألباب العقول ، مفرد الألباب : اللب الكوكبة جماعة من الناس(ج) كوكبات
طلائع جمع طليعة وهي المقدمة ركبنا مسيرتنا وجماعتنا (ج)أركب ، ركوب
مظاهـــــــــــــــــر الجـــــــــــــــمال
1- طاب الغراس : تعبير يشبه هؤلاء الشباب بالنبات الذي طاب غرسه ، فكان أحسن نبات ، مشيرا إلي أثر البيئة في التربية
2- أينع الأنجاب: تعبير يشبه هؤلاء الشباب بالنبات الذي طاب وحان قطافه ، وكذلك الشباب الذين اكتملت قوتهم.
3- حارت به الأفهام والألباب : تعبير يشير إلي أن انتصار هؤلاء الشباب يعد انجاز يفوق كل انجازات من سبقوهم.
4- ( المودة – الجفاء ) : بينهما تضاد يقوي المعني ويوضحه .
5- نخبة وشباب : تعبير يشير فيه الشاعر إلي الجمع بين الاختيار السليم والشباب الواعي كمفتاح لضمان الانتصارات .
الشرح
يقول الشاعر حين يشارك أحبابه في لحظة انتصارهم : بعد تبادل التحيات أقول : هم نخبة من الشباب حسن غرسهم ، وقد حققوا انتصارا أدخل السرور علي قلوب أحبابهم ، وهو انتصار لم يحقق مثله من سبقوهم ، بل انه انتصار يثير الدهشة والحيرة في أنه قد تحقق ؛ إذ إنهم لن يتركوا كأسا في بطولة دون أن ينتزعوه ، مهما كانت قوة منافسيه ، وهم مع ذلك يحبون هؤلاء المنافسين ، لأن شعارهم الذي يؤمنون به هو المحبة للجميع ، ثم يتمني الشاعر لهذه الأمة أن تستمر انجازاتها وانتصاراتها ، وتمضي طلائعها ، تحمل دائما رايات البطولات والتفوق .