الوطن
لا حياة بلا وطن و لا وطن بلا حياة شجيتان مترابطتان تمثلان امتزاج الانسان بأرضه بطينه بترابه بحره و بقره بغناه و فقره بل بظلمه و عدله
فالحرمان و البعد عن الوطن من اشد الاشياء شغباً و لوعة و وجعا على النفس و القلب
بل هو الشقاء الذي لا شقاء من بعده
فالوطن هو محفظة الروح و حينما تغادره فأنت تنسل من جذرك و من محفظة روحك
و الوطن هو وشم في باطن القلب و ظاهره يلوح في الذاكرة و الوجدان
هو ذلك الهاجس الجميل الذي تحمله في زوايا قلبك و غيار امتعتك و خبايا نفسك
و فوق اهدابك تغمض عينيك فتشعر ان نفسك تفيض حناناً و حباً و رضى
الوطن هو ان يسكنك و ان تسكنه انت و انت هو حتى لو اقلقك و اتعبك بوعثاء السير في دروبه
و مهما قسى عليك فلا مفر منه الا اليه
لا يعرف حب الاوطان الا من كابد مواجع الابتعاد و عذابات الرحيل فمن جرب البعد لا ينسى مواجعه و من رأى السم لا يشقى كمن شربه
كما قال الشاعر (بنتم و بنا فما ابتلت جوانحنا شوقا اليكم و لا جفت مأفينا).
اتمنى انه نال اعجابكم