الأم ذاك المخلوق العظيم واللطيف الذي أشبه ما يكون بالملاك الطاهر والفردوس الحالم هي في زماننا الجزيرة الرائعة المفقودة هي ألحان أنشودة هي الحياة ولا معنى للحياة بدونها. لقد خلقت حواء الرائعة لتكون حبيبة قلب آدم رافقته حياته وشاركته أحزانه وتحملت معه أخطاءه وبكت ببكائه وتبسمت لضحكاته، كانت نعم البيت له في شتائه، ونعم المؤتمن على سره،
لقد خلقت المرأة في نظر القرآن من الجوهر الذي خلق منه الرجل . وهي ليست من ضلعه بل (نصفه الشقيق ) بل إن القرآن يضفي آيات الكمال على امرأتين :امرأة فرعون ومر يم ابنة عمران أم المسيح عليه السلام
فعندما نتكلم عن الأم فأننا نتكلم عن تدفق المشاعروالأحاسيسعن الحب الخير والطيبة والأمان والحنان الأم أعظم نعمة وهبنا الله إياها
الأم
وما أدراك ما الأم إنهاإحساس ظريف وهمس لطيف وشعور نازف بدمع جارفجمال وإبداع .. وخيال وإمتاع .. وجوهره مصونة ولؤلؤهمكنونه .
كنز مفقود لأصحاب العقوق وكنز موجود لأهل البر والودود .
تبقي كما هي .. في حياتها وبعد موتها .. وفي صغرهاوكبرها
فهي عطر يفوح شذاه .. وعبير يسمو في علاه .. وزهر يشم رائحته الأبناء
الأم
أشد أممالأرض بأسا. واسماها نفسا. وأدقها حسا وأرسخها في المكرمات أقداماوارفعها في الحادثات أعلاما واقرها في المشكلات أحلاماوأمدها في الكرمباعا وأرحبها في المجد ذراعا .
إليك أيتها المرأة المخلصة أم محترمة، أو أخت مبجلة، أو زوجة حبيبة غالية، أو بنت مصانة مكرمة أهدي لكي حديثي القلبي
ما أطيبك سيرة وسريرة لله ما أجملك مظهرا ومخبرا عجز قلمي عن الإحاطة وبياني عن الوصف اضطربت بحور الشعر ونضبت عيون البلاغة كيف وأنا أتحدث عن أعظم إنسانة في الوجود كيف وأنا أتحدث عمن كان لها الفضل بعد الله فيما أنا فيه رغم أنه بداية الطريق وأقصد طريق النجاح والفلاح قالت لي يوما يا صغيرتي وراء كل رجل عظيم أم وأشهد بالله على صحة هذا البخاري والإمام أحمد ممن جثا لعلمهم كبار العلماء .. والأئمة النبلاء لم يقدهم نحو الرفعة سوى أمهاتهم بعد توفيق الله سبحانه وتعالى . تحية إجلال لمن لم ترفع سوطاً ولم تقبح فعلاً فربتنا بالكلمة وربتنا بالإشارة
ولأمي الحبيبة أقول لها :
عَانتْ لِكَيْ أبرأ أُمّي من السقم
تَبْكِي عَلى مَرَضِي مِن شِدّةالألمْ
تَشْقَى لكي أرتاح لا تَعْرِفُ السَأمْ
تَجُوْعُكَيْ أشْبَعْ دَوْماً مِن النّعَمْ
فِي الليْلِ لا تَغْفُو قَبْلِيولا تَنامْ
حَتَى تُغطّينيخَوْفاً مِن النّسمْ
غَمَرتْني بالإحسان والجُود والكَرمْ
منفَرْوةِالرَأْسِ لأخمص القَدمْ
أدْرَكْتُ إنّي كَائنٌ لمآتِ منعَدَم
لأمّي فَضْلٌ كَامِلٌ حَمَلتْنِي فيالرَحَم
إني لامي شاكراً ربي على الكرم
أخْفِضْ لها جَنَاح الذلّ كالخَدَم
حُبّي لأمّي راسخٌ كحرمةالعلم
مثل الغذاء والهواء كالنور فيالظلم
في الأُمّ عَجَزَ دُعَاة الوصْفِ والكَلم
لهَامقام الاحترام في العرب والعجم
إنّ الأمومة كالكِفَاح عُرِفَت مِنالقِدَم
لَيْسَتْ رِضَاعَة وكَفَى بالأُم كالحَرَم
الأمّدَوْمَاً مَدْرَسَه تُعَلّم الشّيم
الأمّتبقى شعلة مَنَارةالقِيم
هَي أسَاسٌ للنِظَام فيقولها حكم
حَيَاتُهَا دَوْمَاً نِضَال تقدماً للأمم