أهمية الصداقة
إن الصداقة كلمة حلوة ونغمة عذبة تتردد على الشفاه والألسنه تحلى بها الأنبياء من قبل وبها تحلو حياة الإنسان ويبقى صداها حياً على جسر الزمان فرب صديق لي خير من أخ لم تلده أمي .
والصداقة مشتقة من الصدق فعندما كان النبي صادقاً في أقواله وأفعاله لقب بالصادق الأمين وعندما صدقة أبو بكر رضي الله عنه لقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبي في حياته كما أن الصداقة ممتدة على مر العصور فلا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون أصدقاء أو بمعزل عنهم لأن الصديق مرآه صديقه يرى فيها محاسنه وعيوبه .
ومن شرائط الصحية الكريمة أن تبرأ من الأغراض أي لا تكون بهدف مصلحة أو مطامع في الحياة وأن تكون خالصة لوجه الله تعالى وأن تولد وتكبر في طريق الخير والإحسان .
ويجب على الإنسان أن يحسن إختيار الأصدقاء وأن يبلو حقائقهم حتى يطمئن إلى معدنهم لأن الصديق ينتسب إلى صديقة كما قال الشاعر ابن عبد القدوس .
واختر صديقك واصطفيه تفاخراً إن القرين إلى المقارن ينسب
كما أن الرسول ( ص ) يقول رد المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ( فالصديق لابد أن يحترم الصداقة الحقة الصداقة السامية التي تقود الآخرين إلى طريق النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة أما عن الصداقة الخادعة هي صداقة الغبي المأفون الذي يقود صاحبه إلى طريق الفشل والانحراف والغواية والشيطان فلا يتصف الإنسان بالخبث والمكر وحب الذات بل يجب أن يكون أميناً وفياً صادقاً صاحب شهامة ومروءة ولا يخالف الوعد لأن من آيات المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان وفي حديث آخر إذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر .
ومن واجبات الصديق أن يكون كتوماً للأسرار فلا يغش أسرار صديقه وقت الشدة وأن يكون خير سند وعون لصاحبه يعرف كيف يتصرف في الأمور تصرفاً حسناً وأن يكون خبيراً بالأمور يعرف متى يفعل هذا الأمر ومتى يتراجع عنه وأن يكون صاحب فراسة ومهارة وأن يتصف بالسكينة والوقار والحلم والإيثار فلا يكون ممن قال عنهم الشاعر
يلقاك ويحـلف أنـه بـك واثق
فإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويزوغ منك كما يزوغ الثغلب
إن للصداقة أثر عميق في توجيه النفس والعقل لأنها تصيب الفرد والجماعة بالتقدم أو التأخر أو بالقلق والإطمئنان فيجب أن نكون حريصين على اختيار الأصدقاء وفق معايير وأسس قوية حتى نضمن لنا وللمجتمع التقدم والإزدهار