الفَرَزْدق يرد على جرير
التعريف بالشاعر :
نسبه و نشأته:
اسمه همام بن غالب وهو من أشرف بيوت تميم من مجاشع بن دارم، فقد عرف جده صعصعة بن مجاشع بأنه محيي المؤودات، أنه كان في الجاهلية يفتدي كلَّ فتاة يهمّ أبوها أن يئدها( يقتلها حية ). أما أبوه غالبٌ فكان بدوياً صاحب إبل وأنعام ثم نزل البصرة وسكنها واشتهر بكرمه. وأم الفرزدق اسمها لِينَة من قبيلة ضبّة. أما جدة الفرزدق لأبيه فكانت مشهورة وهي أخت الأقرع بن حابس.. ومن استعراضنا لقوم الفرزدق يتضح لنا تفوقه في كرم أجداده على جرير.
ولد الفرزدق بكاظمة وهي التي تسمى حالياً الجهرة شرقي مدينة الكويت، وكانت ولادته في خلافة عمر رضي الله عنه، ونشأ نشأة بدوية، وقد غلب عليه لقب الفرزدق لقبح وجهه ؛ لأن الفرزدقة معناها الرغيف بعد أن يخرج من الرماد مبرقعاً.
وكان الفرزدق يتشيع لآل بيت رسول الله، ويعتقد بحقهم في الخلافة، ولكنه كان مع ذلك يمدح بني أميّة لينال عطاءَهم، لأن العلويين كانوا في ظلال الحكم الأموي فقراء.
وقد استمر اشتباكه بجرير في الهجاء والنقائض مُدَّة طويلة إلى أن توفي الفرزدق سنة 114هـ .
الأبيات :
1 – أنا ابن العاصـمين بني تميم إذا ما أعظم الحــدثان نابا
2 – فإنك من هـــجاء بني نمير كأهل النار إذ وجدوا العـذابا
3 – رجوا من حرها أن يستريحوا وقد كان الصديد لهم شـرابا
4 – فإن تك عامـر أثرت وطابت فما أثرى أبوك وما أطـــابا
5 – ولم ترث الفـوارس من نمير ولا كعـــباً ورثت ولا كلابا
اللغويات :
& العاصمين : الحافظين الذين يعصمون ويحمون م العاصم - بني تميم : قبيلة الفرزدق - أعظم الحدثان : الحدثان : المقصود بهما ( الليل والنهار) ، وحَدَثان الدهر : مصائبه - نابا : الناب سن مدببة من الأسنان ج أنياب - هجاء : ذم × مدح - رجوا : دعـوا الله - حرها : لهيبها - الصديد: ما يخرج من الجرح(القَيْحُ ) - عامر: قبيلة جرير - أثرت: كَثُر مالها واغتنت - طابت : حسن حالها - الفوارس : الأبطال م الفارس - كعباً و كلابا : من القبائل العربية الأصلية ذات المجد والشرف .
الشرح :
س1 : بم يفتخر الفَرَزْدق؟
جـ : يفتخر بآبائه وأجداده العظماء الذين يجمعون الناس ويمنعون
عنهم مصائب الدهر .
س2 : بم هجا الفَرَزْدق جريراً ؟
جـ : هجاه بالعجز والضعف حيث شبه هجاء جرير له بأهل النار حينما يحترقون بها ويذوقون العذاب .
س3 : لماذا هجا الفرزدق جريراً في نسبه وأصله ؟
جـ : لأنه ضعيف النسب ، ولأن قبيلة جرير لم تكن ذات مآثر وأمجاد .
س4 : بم افتخر الفَرَزْدق، وبم افتخر جرير ؟ولماذا ؟
جـ : افتخر الفَرَزْدق بعظمة قبيلته ، بينما افتخر جرير بشعره فقط ؛ لأنه لا يستطيع الفخر بقبيلته أو أهله لضعف مكانتهم .
التذوق :
&(أنا ابن العاصمين بني تميم) : أسلوب خبري الغرض منه الفخر والاعتزاز والزهو بالآباء .
& (العاصمين) : التعبير بالجمع يدل على عظمة القبيلة وقوتها في إغاثة المكروبين .
& (إذا ما أعظم الحدثان نابا ) : س / م حيث شبه الليل والنهار بوحش له ناب، والصورة توحي بشدة المصائب التي قد تلحق الناس ، وسر جمالها التجسيم .
& (البيتان الثاني والثالث) : تشبيه تمثيلي حيث شبه هجاء جرير لبني تميم ؛ ليحطّ من شأنهم ويشفي غليله بحال أهل النار الذين توسلوا إلى الله أن يريحهم من العذاب لفترة فجاءتهم الراحة بعذاب أشد شراب من صديد يزيد من عذابهم .
& (من حرها . لهم شراباً) : تقديم الجار والمجرور يفيد القصر والتوكيد
& (قد كان الصديد لهم شراباً) : ( أ ) – أسلوب توكيد بقد .
(ب) – تعبير يدل على ثقافة الشاعر الدينية حيث إنه متأثر بقوله تعالى : (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ) .
& (عامر) : مجاز مرسل عن رجالها علاقته السببية .
& (فإن تك) : (إن) أداة شرط للشك حيث إن الشاعر يشك في ثروة (عامر) وحسن أخلاقهم .
& (العلاقة بين شطري البيت الرابع) : مقابلة توضح المعنى وتبرزه .
& (الفوارس) : مجاز مرسل عن (المجد) علاقته السببية .
& (لم ترث الفوارس) : استعارة مكنية حيث صور المجد بالمال الذي يورث ، وسر جمالها التجسيم . وهى توحى بأصالة قبيلة الفرزدق ، وضعف مكانة جرير .
& (ولا كعباً ورثت ولا كلابا) : استعارة مكنية وفيها مجاز مرسل ، وتقديم
& (كعباً) على ( ورثت) يفيد القصر والتخصيص .
س1 : ماذا أفاد تكرار (لا) في البيت الأخير ؟
جـ : أفاد التأكيد على ضعف مكانة جرير ، وعجزه عن بلوغ المجد .
التعليق
1– الغرض الشعري :
هذا الشعر من شعر النقائض .
2– الصور :
مستمدة من القرآن والبيئة .
3 – شخصية الشاعر :
مملوءة بالفخر لاعتماده على المجد الأصيل لقومه .
4– أثر البيئة فى النص :
( أ ) – العصبية القبلية والتفاخر بالأنساب. (ب) التأثر بألفاظ القرآن الكريم
(جـ) – معرفته بأنساب العرب (تميم – نمير – كعب – عامر – كلاب) .
س1 : ما رأيك في شعر النقائض من الناحية : الدينية – السياسية – الأدبية ؟
جـ : من الناحية الدينية : كان هذا الشعر خروجاً على مبادئ الإسلام التي لا تميِّز بين جنس وأخر ، وتنهى عن التفاخر بالأحساب و الأنساب .
من الناحية السياسية : ازدهر هذا اللون ؛ لتشجيع الخلفاء لكل ما يشغل الناس عن عيوب حكمهم ، ولصراع الأحزاب السياسية في سبيل الحكم صار لكل حزب شعراؤه المدافعون عنه .
من الناحية الأدبية : أفادت النقائض اللغة والأدب بما فيها من أساليب جديدة وثروة لغوية ، كما أنها كانت سجلاً تاريخياً لكثير من الوقائع والعادات في العصر الأموي .
س2 : ما أسباب تفوق الفَرَزْدق في الفخر ؟
جـ : الفَرَزْدق في الفخر لا يُشَقٌّ له غبار ؛ وذلك لأنه ينتمي إلى قبيلة ذات شرف وأصل ونسب .
س3 : ماذا رأي علماء اللغة في شعر الفَرَزْدق ؟
جـ : رأيهم : " أنه لولا شعرُ الفرزدقِ لذهبَ ثلثُ لغةِ العرب " ، كما أن شعره مصدرًا تاريَخيًا لكثرة حديثه عن أيام العرب ومناقب القبائل ومثالبها ، حتى قال بعض مؤرخي الأدب : " لولا شعر الفرزدق لذهب نصف أخبار الناس " .
س4 : جرير تفوق في الهجاء وقل شعره في الفخر . علل .
جـ : وذلك لأنه كان ماهراً في تسقُّط العيوب ، ومعانيه فيه مفحشة لاذعة .